Admin Admin
عدد المساهمات : 109 تاريخ التسجيل : 29/07/2009
| موضوع: تفسير سورة البروج من آية 13-22 الخميس يوليو 30, 2009 12:45 am | |
| ((إِنَّهُ)) سبحانه ((هُوَ يُبْدِئُ)) الخلق، بأن يعطيهم الحياة من العدم أولاً، ((وَيُعِيدُ)) للخلق بعد الممات إحياء. ((وَهُوَ الْغَفُورُ)) لمن تاب وآمن، أي كثير المغفرة، ((الْوَدُودُ)) الذي يحب الناس فلا يريد تعذيبهم إلا إذا تمادوا في الكفر والعصيان. ((ذُو الْعَرْشِ))، وهو كناية عن أن له الملك، يقال للملك "صاحب العرش" كناية عن سلطانه، وإن لم يكن له كرسي يجلس عليه ((الْمَجِيدُ)) الموصوف بالمجد والعظمة. ((فَعَّالٌ))، أي كثير الفعل ((لِّمَا يُرِيدُ))، فكل شيء أراده فعله، لا يمتنع عليه شيء، وهذه الآيات للإلماع إلى وجوب رجاء البشر إياه وخوفهم منه، لأن له الملك والعظمة، وإنه يفعل ما يشاء فعله. ثم جاء السياق لبيان شاهد على ما تقدم من أنه سبحانه يفعل ما يريد، ليرجوه المؤمن ويخافه الكافر، ((هَلْ أَتَاكَ)) يا رسول الله أو أيها السامع ((حَدِيثُ الْجُنُودِ))، أي هل بلغك خبر الذين تجندوا على خلاف الله ومحاربة أنبيائه، لتعرف كيف صنع الله بهم؟ ((فِرْعَوْنَ)) وجنده الذين أرسل إليهم موسى (عليه السلام)، ((وَثَمُودَ)) الذين أرسل إليهم صالح (عليه السلام)، فإنهم لما كذبوا الأنبياء عذبهم الله سبحانه، وهكذا عادة الله سبحانه مع المكذبين. إن كفار مكة لا يرعوون عن كفرهم وعصيانهم بهذه الأمثال والقصص، ((بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا)) بالله ورسوله ((فِي تَكْذِيبٍ)) للإسلام والقرآن، أي مشغولون به معرضون عن الحق. ((وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم)) أي من جوانبهم ((مُّحِيطٌ))، كأنهم في دائرة علم الله سبحانه الشامل وقدرته الواسعة، فيعلم ماذا يصنعون، وهم في قبضة قدرته، يقول الملك: "أنا محيط بفلان" يريد إحاطة علمه وقدرته لا إحاطة الجسم. بل كما ذكر الكفار أن القرآن شعر أو كهانة أو ما أشبه، ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ)) ذو مجد وعظمة لأنه من قبله سبحانه. ((فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)) من التغيير والتبديل، فهو محفوظ باق وإن اجتهد الكفار لمحوه وإبطاله. | |
|